المدوّنات Blogs

مقدمة

التدوين Blogging هو نشر منشورات قصيرة أو طويلة ترتب تنازليا وفقاً لزمن نشرها، ومنها ما هو شخصيّ، وهو النموذج الأكثر شيوعا والذي ظهر في البداية، ومنها ما هو جماعي, وهو نمط ظهر لاحقا.

تعتبر المدونات فضاءات تفاعلية هامة بطبيعتها حيث يتاح للقاريء التعليق على مضمونها، أو حتى إرسال رسائل لصاحبها، وهو ما جعلها تحظى بشعبية كبيرة قبل ظهور شبكات التواصل الاجتماعي وحتى بعدها.

يمكن للراغب بإنشاء وإدارة مدونة أن يقوم بتجهيز المخدم وتثبيت منصة التدوين بنفسه ويكون بذلك مديرا للموقع والمخدم. أو أن يقوم بإنشاء مدونة لدى إحدى الشركات التي تقدم هذه الخدمة مثل شركة WordPress.com التي تقدم إمكانية إنشاء مدونات مجانية تستخدم منصة Wordpres للتدوين.

تختلف المدونات عن شبكات التواصل الاجتماعي بأن القوانين التي تحكم عملها أقل حدة، وأن مضمونها هو في الحقيقة ملك لصاحبها. تستطيع الشركات التي تقدم هذه الخدمات إزالة المنشورات التي تخالف أحكام الاستخدام، لكن التجربة تظهر بأن هذه الحالات أقل بكثير مما نشاهده على شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك Facebook أو مواقع مشاركة الفيديو مثل يوتيوب YouTube. فمثلا وورد برس Wordpress وهي أحد أهم مقدمي خدمات التدوين المجانية، تمنع المنشورات ذات المحتوى الإباحي أو المحتوى الذي يحرّض على العنف أو ينتهك حقوق الملكية الفكرية, وهذا كل ما تورده بهذا الخصوص, فيما تتشعب هذه الأحكام كثيرا بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك.

أصبحت المدونات لاحقا وسيلة تستخدمها الصحف ووكالات الأنباء لتجنب الرقابة، ولتمرير رسائل هامة لا تستطيع تمريرها من خلال الصحافة الاحترافية. وأصبحت الحكومات تمتلك مدونات أيضا, وأصبح الصحفيون المحترفون يمتلكون مدونات لهم، لكن هذا لم يغير من كون التدوين أدارة للتعبير الفردي بشكل أساسي, وأن مدونين كثر يكتفون بالتدوين تركوا ويتركون أثرا كبيرا في حياتنا كل يوم.

لا يستطع أحد اليوم أن ينكر أو يتجاهل أثر التدوين على السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا منذ نهاية التسعينات حتى يومنا هذا، فقد لعب التدوين دورا في صياغة مجريات الأحداث في العقدين الماضيين, وهو أمر على جميع الراغبين بالنشر ومشاركة المحتوى الالتفات إليه دون ريب.

تاريخ التدوين

كان المدون الأمريكي جون بارغر أول من ابتكر مصطلح Web Blogging في عام 1997، ثم أتى المدوّن الشهير بيتر ملهورز واختصر المصطلح ليصبح Blog فقط بعد عامين على ظهوره، وكان المصطلح إسما فقط إلى أن بدأ إيفان ويليام باستخدامه على مدونته الخاصة كفعل To blog.

يعود ازدهار التدوين إلى تسعينيات القرن الماضي حين بدأت الإنترنت بالانتشار، وأصبح النشر عليها لا يتطلب مهارات تقنية عالية ومعرفة وإتقان للغات HTML الخاصة ببرمجة صفحات الانترنت وبروتوكول FTP الخاص بنقل البيانات بين الحواسيب المتصلة بشبكة الانترنت. ففي عام 1997 أنشأ بورس أبليسون منصته التدوينية Open Diary التي تعني المفكرة المفتوحة، والتي ما لبث أن نتج عنها ألوف من المدونات التي تستخدم منصة المفكرات المفتوحة  Open Diary والتي تلاها العديد من المنصات المشابهة.

أصبح للتدوين أثر سياسي واضح منذ بداية ازدهاره وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، موطن التدوين الأول. ففي عام 2002 صدر تعليق مثير للجدل عن زعيم الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس ترينت لوت مفاده أن الولايات المتحدة ستكون أفضل حالاً لو تم انتخاب ستروم ثندر، السيناتور السابق رئيساً، وهو الذي عرف بدفاعه عن سياسات التمييز العنصري. التقط المدونون هذا التصريح باعتباره ميلاً لسياسات الفصل العنصري والذي تجاهلته وسائل الإعلام، وأثاروا حوله ضجيجا دفع بالسيناتور المذكور لاحقا للاستقالة من منصبه.

بحلول عام 2004, بدأ التدوين يأخذ منحىً جديدا, فقد أصبح مرشحو الرئاسة والبرلمانات, ومؤسسات الأخبار, والاختصاصيون ينشؤون مدوناتهم الخاصة, بهدف التأثير على الرأي العام, أو سبره وفهمه.

إنشاء مدونة Creating a Blog

هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬التي‭ ‬توفر‭ ‬إمكانية‭ ‬انشاء‭ ‬مدونات مثل blog.com و blogger.com و wordpress.com. فيما‭ ‬يلي‭ ‬دليل‭ ‬مختصر‭ ‬لانشاء مدونة على موقع wordpress.com.