الهواتف الجوالة جزء لا يتجزأ في اتصالاتنا اليومية. تستطيع كل الهواتف الجوالة التعامل مع الصوت وخدمة الرسائل النصية. تجعلها أحجامها الصغيرة وأسعارها المنخفضة نسبيًا أجهزة في غاية الأهمية لدى جميع شراح المجتمع الذين يستخدمونها للتواصل.
لكن الطريقة التي تعمل بها شبكات الهاتف النقال وبناها التحتية مختلفة تمامًا عن طريقة عمل الإنترنت. يشكل هذا تحديات أمنية جديدة وأخطارًا تهدد خصوصية المستخدمين وأمان معلوماتهم واتصالاتهم. ولكن الآن استخدام الهواتف المحمولة لم يعد مقتصرا على إجراء المكالمات فقط، وإنما أيضا للدخول على شبكات الإنترنت وتصفح مواقعه إضافة إلى إرسال الرسائل النصية القصيرة؛ هذا إلى جانب استخدامها كوسيلة لتسجيل الأحداث المهمة في العالم.
استخدام الهاتف المحمول يجعلك عرضة لمخاطر جديدة من المراقبة خصوصا في تتبع موقعك والأماكن التي تذهب إليها. ومعظم الهواتف النقالة لا تعطي المستخدم حرية السيطرة على الجهاز كما هو الحال في أجهزة الكمبيوتر واللابتوب التي تتيح لمالكها السيطرة الكاملة على أنظمة وتطبيقات الجهاز؛ ففي حالة الهواتف المحمولة من الصعب جدا استبدال نظام التشغيل أو التحقق من هجمات الفايروسات، كما أنه صعب جدا أيضا إلغاء أو استبدال أيّ حزمة للأنظمة التي لا تريدها أو منع أطراف آخرين مثل مشغل نظام الهاتف من مراقبة استخدامك للجهاز. هذا إضافة إلى أنّ صانع الجهاز بإمكانه إخراج الجهاز من دائرة الحماية واستثناء جهازك من تحديثات الأنظمة،
بعض هذه المشاكل بالإمكان حلها عن طريق استخدام نظام حماية وخصوصية آخر كطرف ثالث؛ والبعض الآخر لا يمكن حلها بتلك الطريقة.
اكثر المخاطر التي تواجه مستخدمي الهواتف الجوالة هي تحديد الموقع هذه الطريقة هي الأكثر تهديدا لخصوصية المستخدم ومع هذا فإنها قد تكون غير مرئية بشكل كامل. فهم باستطاعتهم تحديد مكانك في أي وقت ليلا ونهارا من خلال الإشارات التي يبثونها ويستقبلها جهازك
1- تتبع إشارة الهاتف من أبراج بث إشارات الهواتف النقالة:
بإمكان مشغل شبكة الهاتف النقال حساب موقع المشترك طالما الجهاز مفتوح ويستقبل الإشارة ومسجل لديهم؛ وهذا الأمر يشمل جميع شبكات الهواتف المحمولة. في هذه الحالة بإمكان مشغل الخدمة تتبع المستخدم عن طريق مراقبة قوة الإشارة الصادرة من جهازه المراقب وتستقبلها أبراج بث الإشارة بدرجة تختلف من برج إلى آخر حسب موقع الجهاز من البرج
لا توجد هنالك طريقة تمكنك من تفادي مثل هذا النوع من تحديد موقعك طالما جهازك يشتغل ويبث إشارات لمشغل شبكة الخدمة الهاتفية. على الرغم من أنّ مشغل الخدمة الهاتفية وحده من يستطيع القيام بذلك النوع من تحديد المواقع، إلا أنّ الأنظمة الحكومية قد تجبره على تتبع مشترك ما أو إعطائهم معلومات عنه. في عام 2010 قام أحد الناشطين في مجال حماية خصوصية الفرد يدعى مالت سبايتز، وهو ألماني الجنسية، بالحصول على سجل هاتفه النقال من مشغل الخدمة المشترك بها مستخدما قوانين الخصوصية في بلاده؛ ثم بعد ذلك قام بنشرها على الملأ لتوعية الناس حول القدرات التي يمكن لمشغل الخدمة الهاتفية استخدامها في مراقبة المشتركين. للمزيد من المعلومات والإطلاع على ما يعرفه مشغل الخدمة عنه احتمالية إطلاع الحكومات على ذلك النوع من المعلومات ليست آراء ونظريات وإنما ذلك يحدث وعلى نطاق شائع من قبل أجهزة أمنية في دول مثل الولايات المتحدة.
2- تعقب إشارة المشترك – مصيدة مشتركي الخدمات الهاتفية
بإمكان حكومة أو منظمة ما من جمع المعلومات عن مواقع المشتركين وبشكل مباشر. كما يحدث في مصيدة مشتركي الخدمات الهاتفية IMSI Catcher، والتي هي عبارة عن برج وهمي لا يتبع أي مزوّد خدمة هاتفية الغرض منه تتبع هواتف مشتركين معينين وتحديد أماكن تواجدهم أو التجسس على إتصالاتهم. والرمز IMSI يشير إلى رقم الهوية الدولية لمشتركي الهواتف النقالة، والتي باستطاعتها التعرّف على شريحة الهاتف الخاصة بمشترك ما. كما أنّ مصيدة مشتركي الخدمات الهاتفية IMSI Catcher بإمكانها تتبع هاتف ما عن طريق تطبيقات أو أنظمة يحملها الجهاز.
3- تتبع الواي فاي والبلوتوث
يمكن لمشغلي شبكة واي فاي رؤية عنوان MAC في كل جهاز يربط على شبكة الإتصال الخاصة بهم، الأمر الذي يعني أنّ بإمكانهم أيضا التعرّف على أجهزة معينة بمرور الوقت ومعرفة ما إذا كنت نفس الشخص الذي دخلت إلى شبكتهم في الماضي (حتى ولو لم تكتب اسمك أو عنوان البريد الإلكتروني الخاص بك في أي مكان أو قمت بتسجيل الدخول إلى أي من الخدمات).
4- تسرب معلومات الموقع من التطبيقات وتصفح الإنترنت
الهواتف الذكية الحديثة توفر الخيار للهاتف لتحديد موقعه الخاص، في كثير من الأحيان باستخدام نظام تحديد المواقع GPS، وأحيانا باستخدام خدمات أخرى توفرها شركات الموقع (والتي عادة تطلب من الشركة تخمين موقع الهاتف على أساس قائمة من أبراج الهاتف الخليوي مع، أو، شبكات الواي فاي Wi-Fi إن كان يمكن أن يُرى من حيث موقعه). من الممكن أن تطلب التطبيقات من الهاتف معلومات الموقع هذه وتستخدمها في توفير الخدمات استنادا على موقعه، مثل الخرائط التي تظهر لك موقعك على الخريطة.
بعض الإرشادات الهامة لحماية خصوصيتك وامنك اثناء استخدام الهاتف الجوال:
- استخدم كلمة مرور لقفل شاشة الهاتف لمنع الآخرين من الدخول إليه. إن استخدام كلمة مرور تتحاوز الأرقام الأربعة التي يستخدمها الغالبية عادة سيعزز من أمن هاتفك. لا تستخدم النمط لقفل الشاشة حيث يمكن نسخه بسهولة (من خلال اثار أصابعك على الشاشة)
- قم بتنصيب مضاد للفيروسات مثل أفيرا على هاتقك الذكي وهو يساعدك على تحديد إعدادات الأمن المناسبة, وعلى تحديد موقع هاتفك في حال فقدانه, وحمايته من الهجمات الخبيثة التي تصل عبر الراوبط الضارة والرسائل القصيرة والتطبيقات غير الموثوقه أو عندما تقوم بوصله مع جهاز حاسب.
- لا تترك هاتفك في متناول الآخرين في الأماكن العامه لأن هذا يعرض معلوماتك وبياناتك للسرقة أو يسمح للمتسللين بتنصيب برمجيات خبيثة عليه.
إستخدم أحد تطبيقات التشفير كالشبكات الإفتراضية الخاصة مثل أوروبوت – تور لأنردويد أو سايفون3 من مصادر موثوقه. - لا تفتح أية روايط تأتيك من مصادر غير معروفه عبر الرسائل القصيرة أو البريد الإلكتروني. قد تحتوي هذه الرسائل على برمجيات خبيثه تحاول اختراق جهازك.
- لا تقم بحقظ إي من كلمات المرور الخاصة بك على جهازك النقال لأن وقوعه في ايدي شخص ما يعني وصوله لهذه البيانات. قم بحفظ كلمات المرور الخاصة بك في برنامج لتخزين كلمات المرور مثل (كي باس دوريد KeePassDroid for Android)
- قم بتشفير هاتقك وبطاقة الذاكرة. إن استخدام هذا الخيار يجعل من العسير جدا على المتطفلين الوصول إلى معلوماتك وسجلات محادثتك في حال تمت سرقة الهاتف.
- قبل الشروع في عملية تشفير الهاتف, تاكد من أن الهاتف مشحون بشكل كامل وأنه موصول مع مخرج للكهرباء
- تنبيه هام: في بعض الهواتف يتطلب التشفير كلمة سر من ثمانية أحرف, وهو أمر يقوم بإبطاء عملية التشفير
- قم بتفعيل قفل الشريحه بحيث تمنع الآخرين من استخدامها. إذهب إلى الإعدادات – ثم الأمن على أندورد , وهذا يمنع إمكانية استخدام الشريحه في هاتف آخر لإجراء مكالمات أو للحصول منها على معلومات من دون استخدام كلمة مرور.
- قم يتخزين جهات الاتصال على حسابك على غوغل فقط لتضمن أنها مخزنه خارج الجهاز. وهذا سيساعد في حماية جهات الاتصال في حال سرقة الهاتف الخاص بك.
- قم بتثبيت البرامج والتطبيقات من مصادر موثوقة فقط لتجنب البرمجيات الخبيثة.
- تأكد من الشركة التي وضعت التطبيق لتضمن أنك تقوم بتنزيل نسخة تم رفعها من قبل المطورين أنفسهم
- تأكد من الصلاحيات التي يطلبها التطبيق قبل تثبيته, وإذا طلب التطبيق صلاحيات الوصول إلى بيانات لا تعتقد أنها ضرورية لعمله مثل جهات اتصالك مثلا, لا تقم بتثبيته.
- قم بإبطال خاصية المصادر غير المعروفه من “الإعدادات” -“الأمن” لمنع تثبيت تطبيقات من قبل جهات غير موثوقة على جهازك.
- قم بتعطيل البلوتوث والواي فاي عن العمل بشكل تلقائي لمنع الجهاز من الاتصال بالإنترنت دون معرفتك.
- قم يإيطال العمل التلقائي للربط والشبكات المحموله من نافذة “الشبكات اللاسكلية وإعدادات الشبكة”
- قم بتعطيل خدمات تحديد الموقع لمنع تحديد مكانك. قم بتفعيلها عند حاجتك لها فقط. لا تنس بأنه طالما كان هاتفك يعمل, فإن شركات الاتصال ستكون قاردة على تحديد موقعك
- لمنع إمكانية تحديد موقعك بشكل كامل, أطفئ الهاتف وقم بإزالة البطارية منه.
- لا تقم بالاتصال بالشبكات اللاسكلية غير الموثوقه باستخدام هاتفك الذكي حيث يستطيع المخترقون المتواجدون على الشبكه مراقبة نشاطك على الشبكة. في حال اضطررت لاستخدام شبكة لاسلكية عامه, قم باستخدام أحد أدوات التصفح الآمن مثل سايفون او تور لحماية اتصالك.