أصبحت تطبيقات توصيل الطعام ضرورة يومية لملايين المستخدمين. فهي توفر الوقت وتمنح تجربة مريحة. في المقابل، تقوم هذه التطبيقات بجمع كمّ كبير من البيانات الشخصية والمالية، مما يجعلها هدفًا مغريًا للجهات الخبيثة. لذلك، تظهر الحاجة إلى فهم ما إذا كانت هذه البيانات محمية، وكيف يساهم التشفير في ذلك.
ما نوع البيانات التي تجمعها هذه التطبيقات؟
عادةً ما تجمع تطبيقات التوصيل معلومات مثل:
- الاسم الكامل ورقم الهاتف
- العنوان التفصيلي وموقع المستخدم الحالي
- بيانات الدفع الإلكترونية
- سجل الطلبات والمفضلات الغذائية
- نوع الجهاز ونظام التشغيل المستخدم
من خلال هذه المعلومات، يمكن بناء ملف شخصي رقمي دقيق للمستخدم، وهذا ما يزيد من أهمية التشفير كأداة للحماية.
ما هو دور التشفير في حماية هذه البيانات؟
يمنع التشفير الجهات غير المصرّح لها من الوصول إلى البيانات. وتُستخدم تقنيات متعددة لتحقيق ذلك، منها:
- التشفير أثناء النقل:
يتم تشفير البيانات بين جهاز المستخدم وخوادم الشركة عبر بروتوكولات مثل HTTPS وTLS. - التشفير أثناء التخزين:
تُخزن البيانات بشكل مشفّر داخل قواعد البيانات باستخدام خوارزميات مثل AES-256. - إدارة المفاتيح:
من المهم تأمين مفاتيح التشفير بشكل منفصل عن البيانات نفسها. - ضبط الصلاحيات الداخلية:
يجب أن يكون الوصول إلى البيانات محصورًا بالمختصين فقط.
إذا تم تطبيق هذه الإجراءات معًا، تقل احتمالية التسرب إلى حد كبير.
ما الذي قد يحدث في غياب التشفير؟
بدون التشفير، تكون البيانات عرضة لعدة تهديدات، منها:
- التنصّت على المعلومات أثناء نقلها
- سرقة بيانات الدفع واستخدامها في الاحتيال
- استهداف المستخدم بإعلانات غير مرغوبة
- انتحال الشخصية الرقمية من خلال استغلال البريد أو رقم الهاتف
- تسريب سجل الطلبات الخاص بالمستخدمين
علاوة على ذلك، قد يفقد المستخدم ثقته بالخدمة كليًا بعد أي حادث اختراق.
كيف يمكن للمستخدم أن يعرف إن كانت بياناته مشفّرة؟
ليس من السهل التأكد من ذلك دون خلفية تقنية، ولكن توجد إشارات يمكن الاستفادة منها:
- ظهور رمز القفل عند استخدام التطبيق أو الموقع
- وجود إعدادات خصوصية مفصّلة
- تفعيل المصادقة الثنائية ضمن الإعدادات
- القدرة على حذف البيانات المخزنة
- شفافية التطبيق في سياسة الخصوصية
بالإضافة إلى ذلك، يُفضل أن ينظر المستخدم إلى سمعة الشركة وتاريخها في مجال حماية البيانات.
ما المطلوب من الشركات لحماية المستخدم؟
ينبغي على شركات التوصيل أن تلتزم بالتالي:
- تشفير جميع أنواع البيانات منذ لحظة إدخالها
- تنفيذ اختبارات أمنية دورية
- توفير إشعارات للمستخدم عند أي نشاط غير معتاد
- تطوير لوحة تحكم تسمح للمستخدم بإدارة بياناته
- نشر تقارير سنوية حول حماية الخصوصية
ومن المهم أيضًا أن تتجاوب الشركة بسرعة في حال حدوث خرق أمني.
ماذا يمكن أن يفعل المستخدم لحماية نفسه؟
يمكن للمستخدم اتخاذ عدة خطوات وقائية:
- استخدام كلمة مرور قوية وفريدة
- حذف بيانات الدفع بعد كل عملية
- مراجعة الأذونات التي يمنحها للتطبيق
- تحديث التطبيق بانتظام لتلقي تصحيحات الأمان
- تجنب شبكات Wi-Fi العامة عند استخدام التطبيق
كذلك، من المفيد مراجعة تقييمات التطبيق ومصادر الأخبار التقنية المتعلقة به.
هل التشريعات تلعب دورًا في حماية المستخدم؟
نعم. قوانين مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) وقانون حماية خصوصية المستهلك في كاليفورنيا (CCPA) تُلزم الشركات بتأمين بيانات المستخدمين وتمنحهم حق معرفة كيفية تخزين واستخدام معلوماتهم.
لكن رغم ذلك، لا تشمل هذه القوانين جميع الدول، مما يجعل بعض المستخدمين في مناطق معينة عرضة لخطر أكبر.
توفر تطبيقات توصيل الطعام خدمات سريعة وفعّالة، لكنها في المقابل تتطلب ثقة عالية في قدرتها على حماية بيانات المستخدمين. التشفير هو الخط الأول للدفاع، لكنه لا يغني عن سياسات واضحة وممارسات مسؤولة. بينما تبقى مسؤولية الحماية مشتركة، فإن شفافية الشركات ووعي المستخدم هما الأساس في بناء بيئة رقمية أكثر أمانًا.