تعتمد المناطق الملاصقة للحدود السورية على مزودات خدمة الانترنيت من الدول المجاورة فعلى سبيل المثال
- تعتمد المناطق الشمالية في سوريا (ادلب وحلب , حماة , اللاذقية ) على مزودات خدمة الانترنيت من تركيا والأردن حيث يتم استجرار خدمة انترنيت سريعة ( فايبر , ميترو ) من احد مزودات وتركيب أجهزة بث ومقويات إشارة تقوم ببث حزمة الانترنيت الى المدن والبلدات السورية
من اكثر الاجهزة انتشاراً وتقوم ببث وتوزيع خدمة الانترنيت وتقسيم السرعة ومراقبة الاجهزة الغير مصرح لها في الدخول الى الشبكة هي أجهزة المايكروتك
يقوم الشخص الذي قام باستجرار حزمة الانترنيت من الدولة المجاورة بتوزيعها من خلال أجهزة المايكروتك حيث يصبح هذا الشخص بمثابة مزود خدمة انترنيت وبإمكانه الاطلاع على حجم الاستهلاك والسرعة ومعرفات الاجهزة التي تدخل الى الشبكة (IP , Mac address) - تعتمد المناطق الجنوبية نفس الطريقة والأسلوب المتبع في الشمال من خلال استجرار خدمة الانترنيت من الأردن وتوزيعها في المناطق الجنوبية
- المناطق الجنوبية الداخلية (الغوطة الشرقية وجنوب دمشق) تعتمد على مزودات الخدمة من قبل النظام سيريتل، ام تي ان وعند عدم توفر تغطية مناسبة يتم الحصول على الانترنيت من خلال أجهزة الانترنيت الفضائي (أي دايركت , هيوز )
المخاطر والتهديدات:
طبعاً بإمكان مزود الخدمة الرئيسي الذي تم استجرار الانترنيت منه (تركيا، الأردن) مراقبة ومعرفة معرفات الدخول للمستخدمين إضافة الى معرفة الاماكن التي يزورونها ويتصفحونها بالإضافة الى مراقبة المحتوى إذا كان المستخدم يتصفح مواقع لا تقوم بتشفير المحتوى (المقصود بالمواقع التي لا تستخدم شهادات https)
المخاطر المضافة هي قدرة الشخص الوسيط الذي يقوم ببث إشارة الأنترنيت من الدول المجاورة الى الداخل السوري حيث توفر أجهزة وسيرفرات المايكرو تك إمكانيات كبيرة من حيث مراقبة المحتوى إذا كان غير مشفر وكشف معرفات المستخدمين عند دخولهم الى الشبكة (IP، Mac address) بالإضافة الى الاطلاع على المحتوى إذا كان غير مشفر (المواقع التي لا تستخدم شهادات التشفير https)
لنقرأ السطور التالية ونعلم ماذا بإمكان مزود خدمة الأنترنيت أن يعلم عنا!!
أن مزود خدمة الإنترنت هو عبارة عن بوابة خروجنا (وصولنا) للدول الأخرى أو لنكن محددين ونقول للمواقع الأجنبية ولذلك فأن كل بياناتنا أو الـ Traffic الخاص بنا لابد أن تمر من خلال مزود خدمة الإنترنت لأنه بوابتنا للخارج ولذلك فمزودي خدمة الأنترنت لا يقصدون مراقبتنا بالمعني الذي نتصوره ولكن لأنهم بوابة خروجنا (وصولنا) للدول الأخرى ولنكن محددين ونقول وصولنا للمواقع الأجنبية فمن المؤكد أنه سيعرف كل صغيرة وكبيرة نقوم بها ما لم يكن اتصالنا مشفراً على الأقل ببروتوكول التشفير SSL (Secure Sockets Layer) وبما أننا نعيش في الدول العربية التي لا يوجد بها أي سياسات لحماية المستخدمين على عكس ما يحدث في الدول الغربية التي توضع عقوبات صارمة للشركات أو المؤسسات التي تخالف هذه القوانين فمن المعلوم أن كل دولة لها قانونها الخاصة فيما يتعلق بحماية المستخدمين على الإنترنت
فلنتحدث الآن عما يراه مزودي خدمة الإنترنت أو ما يسمي (بالمحتوى)
البيانات التي تظهر عند الـ ISP والمحتوى المقصود به هو كل شيء نقوم بفعله على الإنترنت ولكننا هنا نتحدث عن شيء محدد ولا تظن أن مزود خدمة الإنترنت يرى ما تفعله على سطح المكتب الخاص بك.. أمن الدولة هو من كان يفعل ذلك
ما يراه مزود خدمة الإنترنت هو: سجل به كل عناوين المواقع “Web Site Address” التي قمت بزيارتها مهما كان نوع الاتصال سواء كان تصفح بالـ HTTP أو نقل بيانات بالـ FTP أو استخدام البريد الإلكتروني مهما كان نوع البروتوكول المستخدمة (SMTP, POP3, IMAP) وأيضا معرفة موعد زيارة الموقع والاتصال به وموعد قطع الاتصال عنه وأرقام المنافذ التي يتم الاتصال عليها ومزود الخدمة يستطيع تتبع أو تحليل كل بياناتك وما تقوم بإرساله أو استقباله
ومن هنا يأتي السؤال المهم.. كيف يمكنك حماية نفسك وهل يمكنك تشفير بياناتك؟
ستكون الحلول مقسمة على جزئين:
الجزء الأول للنشطاء السياسيين والصحفيين ومن يعمل في مجال الإغاثة
والجزء الثاني سيكون المستخدمين العاديين
وقد قسمت الحلول لجزئين لأن كشف بيانات الجزء الأول من الممكن أن يساوى حياته (لا مجال للخطأ) أم الجزء الثاني ففي الغالب هو يريد تشفير بياناته وحفظ خصوصياته فقط ومن الممكن أن يستخدم أي منكم الحلول التي يراها مناسبة له.
الحلول المقترحة والتي تؤمن حماية وفق الظروف الراهنة:
هنالك مجموعة من الحلول يمكن أن تتفادى من وقوع المستخدمين ضحاي الابتزاز مزودي خدمة الانترنيت وفقدانهم لمعلوماتهم وخصوصياتهم
حلول الجزء الأول:
- ستكون في البداية مع مشروع تور “Tor Project” هذا المشروع يقدم الأداة الأكثر أماناً لحماية خصوصياتك عند تصفحك الإنترنت وبدون الدخول في تفاصيل قد تكون مملة لدى البعض ولكن لتعلم أن البرنامج يعمل على تشفير الاتصال في اللحظة التي ترتبط بشبكة “تور” حتى اللحظة التى تغلق فيها المتصفح وهناك الكثير من الشروحات باللغة العربية على الإنترنت ولكن لا تقوم بتنزيل البرنامج إلا من الموقع الرسمي وللعلم أيضاً “أن منذ عام 2006 حاولت الكثير من الحكومات تعقب البيانات المشفرة أو كسر تشفير البرنامج نفسه ومع ذلك فشلوا جميعا حتى الآن وقد حدثت هذه المحاولات لتعقب البيانات المشفرة أو كسر تشفير البرنامج في كلا من تايلاند و إيران و الصين وروسيا وبعض الدول الغربية وبعض الحكومات قبل الثورة في تونس ومصر وليبيا والآن الثورة السورية محاولات لمحاولة كسر البرنامج وتعقب النشطاء ولكن الفشل مازال هو مصير جميع هذه المحاولات
- أما الحل الثاني سيكون عن طريق استخدام Proxies وأفضل البروكسي وأكثرها تأمين في السويد وهناك الكثير منها على الإنترنت
حلول الجزء الثاني:
- تشغيل VPN كونه يشكل قناة مشفرة لإرسال واستقبال المعلومات بعيدة عن أعين المتطفلين
- عدم الدخول الى الانترنيت إلا من شبكات موثوقة من قبل القائمين عليها
- عدم الدخول الى الانترنيت من خلال أجهزة الكمبيوتر الموجودة في المقاهي واستعمال الاجهزة الشخصية مع مراعاة تشغيل VPN
- الانتباه الى الروابط التي يتم تسجيل الدخول الى على مواقع التواصل الاجتماعي
- استخدام الإضافات التي تقوم بتشفير اتصالك من خلال المتصفحات مثل إضافة HTTPS Everywhere
- الخروج من جميع الحسابات التي قمت بالدخول اليها من المتصفح بالإضافة الى مسح السجل الزمني عند خروجك من المتصفح وتسجيل
- استخدام التصفح الأمن الذي توفره بعض المتصفحات مثل متصفح الكروم ومتصفح الفايرفوكس
تذكر أن كل ما تفعله على الإنترنت مهما كان من الممكن أن يظل موجوداً إلى الأبد وتوقع أن يستخدم ضدك في أي وقت ما لم تحاول حماية نفسك بتشفير اتصالك بالإنترنت